كانت السماء صافيه خالية من الغيوم والقمر ساطعا ينير الكون كله وكانت النجوم تتلألأ كالماس الذي يتلألأ عند إنعكاس الضوء عليه . كنت جالسا صامتا متأملا أسرح بخيالي في عالم من الجمال عالم ملئ بالورود والأشجار والقلوب المحبه الصافيه . كنت أحدث قلبي ويحدثني كنت أسير جنبا بجنب الى جانبه أحدثه وأكلمه ويرد علي بكل الحب الذي يملأه وفجأه إنتفض جسدي ورجعت إلى عالم الواقع عندما وضعت يدا على كتفي وهزتني هزه بسيطه وإنطلق صوتا شعرت أنه يأتي من عالم الملائكه صوتا رقيقا مميزا صوتا لم تعتقد أذني أنها ستسمعه مره أخرى إلتفت الى مصدر اليد والصوت وإنتفض جسدي وقلبي معا إنتفضا كمن لامسته كهرباء أكبرمن تحمل البشر أجمع كانت هي كانت هي بوجهها الأسمر الجميل وعيناها السود الجميلتان التي أشعر معهما أنني أعوم في بحر لا نهايه له بحر من الحب والحنان وكانت إبتسامتها فوق شفتيها تضئ وجهها سألتني بصوتها العذب الجميل الذي يذوب قلبي من الحب عند سماعه - لماذا يجلس حبيب قلبي هكذا وحيدا -
فقلت لها - كيف أكون وحيدا وأنتي تسكنين معي في العقل والقلب تكلميني وأكلمك -
فابتسمت إبتسامه زاد معها ذوبان قلبي وشوقه وحبه لها وقالت - صحيح؟ -
قلت - إسألي قلبي وسيقول لكي -
قالت - ماذا سيقول قلبك؟ -
فتنهدت بشده وقلت - سيقول لكي اه ياسيدتي لو تعرفين ما أعانيه وما يعانيه هذا الإنسان الواقف أمامكي من حبكي ومن شوقه لكي واه ياسيدتي لو تنظرين بداخلي لوجدتي نفسكي ملكه بتاج متربعه على عرش قلبي ولا يستطيع أحد أن يشارككي فيه لو تعرفين ياسيدتي أنني أنكوي نارا كل لحظه وكل دقيقه وكل ثانيه عندما تكوني بعيدة عني لوتعرفين أنني أعد الثواني والدقائق والساعات لرؤياكي وأن الدقيقة تمر على قلبي كالدهر في فراقكي وأنني أجلس ليلا أحادث القمر وأشكو له عما بي وعما أعانيه لدرجة أن القمر والنجوم بكوا لحالي ولما أنا فيه هذا هو حالي في بعادكي ياسيدتي أشعر ان شيئا من جسدي إنفصل عني وتاه ولا أستطيع العثور عليه إلا عندما أراكي أشعر برؤياكي أنني أنسان ردت له روحه بعد أن كانت تفارقه هذا هو حال قلبي وحالي ياسيدتي في بعادكي عنا -
كنت أثناء تحدثي معها أنظر إلى السماء وبعد أن إنتهيت من كلامي نظرت إلى عيناها فوجدت دمعة تنحدر على وجنتها فسألتها في لهفه لم أستطع إخفائها -ماذا بكي ولماذا تبكين هكذا ؟-أرجوكي لا تبكي فأنا مستعد لدفع عمري كله ثمنا لئلا تنزل منكي هذه الدمعه أرجوكي أريد رؤية الإبتسامه التي لا أستطيع مقاومة سحرها وجاذبيتها -
ثم مددت يدي ومسحت الدمعه من على خدها أحسست مع ملامستي لخدها أنني ألامس ورده جميله مزروعة ببستان أخضر ملئ بالورود والأشجار وأنت بداخله تلامس ورده الجميل ولا تريد الخروج منه أبدا -
نظرت الى عيناها وقلت لها - لماذا كنتي تبكين ياملكة فؤادي -
فإبتسمت إبتسامه خفيفه ثم قالت
أحقا تعاني كل هذا من حبي -
فقلت لها - أوتسألين -
قالت - نعم -
قلت - إن حبكي ينمو داخلي ياسيدتي كل لحظه أراه وأراقبه كالأم التي ترى نمو إبنها أمام عيناها كل يوم حبكي ياسيدتي في قلبي يولد إحساسا لدي بإنسانيتي إحساس حبكي يطمئني أنني مازلت حيا أشعر وأرى وأسمع وأنني لم أمت بعد كما كنت أشعر قبل أن يملأ إحساس حبكي قلبي شوقي إليكي ياسيدتي نارا تأكل قلبي ولكنها ليست كأي نار إنها لقلبي كالماء الذي ينزل على أرض عطشا يرويها ويعيد إليها الحياه من جديد فنار حبكي ياسيدتي ولا جنة الدنيا كلها هل عرفتي الان إلى أي مدى وصل حبكي داخلي -
قالت - نعم عرفت -
إستمر الحديث بيننا ومر الوقت كما لم يمر من قبل وفجأه وأثناء حديثنا سمعت صوت والدتي قادما من مكان وشعرت بمن يرجني بشده وإنتفضت من مكاني ونظرت حولي لأجد نفسي في حجرتي وبجانبي والدتي تقول لي - ليس لك شئ تفعله في الدنيا سوى النوم ؟ -
فقلت لها - لماذا أيقظتني الأن لقد كنت أحلم حلما جميلا -
قالت - لعله خير -
قلت - خيرا وأي خير -
فدعت لي دعوه من دعواتها التي تطيب القلب وقالت لي - ربنا ياولدي يعطيك ما في بالك -
فقلت لها - يارب ياأمي يارب -
فهل سيستجيب الله لدعائي يوما ما وتشعرين بحبي لكي ياسيدتي يارررررررررررررررررررب