هل تخشى أن تصارح الفتاة بمشاعرك خوفاً من الرفض؟
تغيَّرت الكثير من المفاهيم الاجتماعية والعاطفية، لتكسر القواعد والبديهيات التي تعوَّدنا عليها وكبرنا ونحن نراها تزرع في أذهاننا, حتى بات أمرُ تقبل العكس صعباً للعديد من الأشخاص, وعندما نتكلم في هذا المنحى، أول ما يخطر في بالنا هو القصص العاطفية التي أخذت منحى مختلفاً عما مضى, فتغيَّرت الفتاة من الخجولة والخائفة من أخذ خطوة الموافقة إلى الجريئة التي تبادر بطرح أفكارها بكل حرية متغاضيةً عن الحواجز والعراقيل التي وضعت في وجهها.
لكن الفكرة المطروحة الآن ليست تحوُّل الفتاة من الخجولة إلى الجرئية، بل هي تأثير هذا التحوُّل على الشاب الراغب بالارتباط العاطفي, حيث اعتبرها البعض نقطة إيجابية ومريحة نسبياً فقد فتحت أمامهم مجالات ليعبروا فيها عن رأيهم بالفتاة المختارة, من طرف آخر اعتبرها الكثير من الشبان مؤشراً خطيراً عليهم بالذات، حيث باتوا يخافون البوح بمشاعرهم لكون الفتاة اليوم لا تكترث كثيراً برأي الشاب.
"عمر" بقي يلاحق فتاته بنظراته وسيارته لمدة سنتين ونصف دون أن يتجرَّأ على التكلم معها، على الرغم من معرفته بها، حيث تربطه معها صداقة بعيدة وقد أظهرت له في الكثير من المواقف رغبتها في محادثته, ومع ذلك فقد خاف مواجهتها إلى أن خسرا الفرصة معاً، ويقول عمر عن هذه التجربة: "لم أتجرَّأ على محادثتها، وما منعني هو شخصيتها القوية التي وقفت عائقاً برأيي, فرغم نظراتنا المتبادلة خشيت الرفض أو حتى القبول ولكن بتكبُّر"، وهناك الكثير مثل "عمر" الذين فضلوا خسارة فتاة أحلامهم أمام أن يخسروا كرامتهم بالرفض الذي سيواجهون به من قبل صاحبة الأفكار التقدُّمية كما سمَّوها.
ولهذه القصص والمواقف وجوهٌ كثيرة بحسب رأي الفتيات والشبان، فهي إما ضعيفو الشخصية أو غير جديين في خطوتهم تجاه الفتاة حيث قالت رشا: هناك من يقول إذا لم يبادر الشاب فأنت لست في باله، لذلك أعتقد أن "عمر" لا يكنُّ لفتاته أية مشاعر وإلا كان استغلَّ أبسط فرصة تجمعه معها ليعبِّر لها بالكلام وليس بالنظرات, وحتى إذا رفضت فهذا من حقها فهي بالنهاية ستقرِّر إذا أعجبها الشاب أم لا".
ويدافع صديقها "جاد" عن هذه النقطة فيقول: "هذه هي وجهة النظر التي يخافها الشاب فكيف من حقِّ الفتاة أن ترفض الشاب بكل تكبُّر رغم جهوده لمحادثتها, لذلك أصبحنا نحسب خطواتنا قبل التوجُّه إلى الفتاة, وبالنسبة لي إذا لمست بفتاة بعضَ التكبر أو القوة الزائدة، فأنا على استعداد لخسارتها مهما أحببتها"، ويؤكد "أمير" الموضوع ذاته فيقول: "لا أتقدَّم من الفتاة إلا إذا بادرت هي بالخطوة الأولى فمن جهتي لا أحتمل الرفض أبداً فخسارة الفتاة أفضل من خسارة الكرامة".
وقد برَّرت العديد من الفتيات هذا الرأي بأنه ضعف شخصية من قبل الشاب وهو ما أكدته "نسرين" في حديثها حيث قالت: "الشاب الذي لا يستطيع أن يعبِّر عن رأيه للفتاة هو ضعيف الشخصية، وذلك لا يقتصر على حياته العاطفية فقط، بل أيضاً على حياته العامة وهو ما يسمى السلبية في التعامل, وليس خوفاً من قوة شخصية الفتاة, وفي هذه الظروف ووجهات نظر الشبان وقعنا في الحيرة فإذا كنا خجولات نعتونا بضعف الشخصية والتخلف الفكري، وإذا كانت شخصياتنا قوية خافوا مواجهتنا كيلا نرفضهم بالتالي فلن نستطيع أن نرضيهم أبداً".
توافقها سوزان الرأي فتقول:" نسرين محقة في قولها ومن جهتي إذا بقي الشاب فترة طويلة ولم يقم بأية خطوة إيجابية فهو لا يستحقُّ أن أفكر به, فحياتي لن تقومَ عليه طالما أنه سلبي إلى هذا الدرجة وفي أبسط الأمور وهي حياته العاطفية، فكيف إذا واجهَه أمر خطير في عمله هل سيخاف المواجهة أيضاً ولا أعتقد أن من ترفضه فتاة يخسر كرامته فهذه هي حال الدنيا بجميع الأحوال".
بين ضعف الشخصية والسلبية من جهة وخوف المواجهة والرفض من جهة أخرى تضيع الفرص على الكثير من الشباب والشابات في أن يحققوا أحلامهم بحياة عاطفية جميلة