عدد الرسائل : 995 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 30/07/2007
موضوع: جاء "الفالنتين" مختالا.. فاحمر العشاق الأربعاء 13 فبراير - 9:33
الأكيد أن هناك علاقة ما بين هذا اللون الأحمر الذي يكسو الكثير من الشوارع المصرية في يوم "الفالنتين" وبين -اسمه إيه ده- الحب، وإذا كان للواحد الذكي -زيي كده!- أن يستنتج أن "الحب" أكيد مش "أهلاوي"، لأنه نظريا ذو قلب أبيض -الحب مش الأهلي!، وأنه أكيد -الحب برضه- "مش عليه ثأر صعيدي" يدفعه من دمه الأحمر الذي يسيل كل عام في نفس الميعاد، وأنه أكيد -الحب لتالت مرة- كائن مشاعري شفاف محسوس لكنه غير مرئي وبالتالي فإنه من الصعب أن يصاب بـ"الحصبة" وتحديدا يعني يوم 14 فبراير من كل سنة!
فإن كل هذا يعني حاجة من اثنتين، إما أنّ ما نراه في "يوم الفالنتين" من "إحمرار" للعشاق هو أمر لا علاقة له بالحب، وإما أن ما نراه في "يوم الفالنتين" من "احمرار" للعشاق هو أمر لا علاقة له بالحب! أيوه الجملة متكررة تاني.. خدت بالي وده مقصود حضرتك! لكن حتى لو افترضنا أو تأكدنا من أن ما نراه في "يوم الفالنتين" من "احمرار" للعشاق هو أمر لا علاقة له بالحب "حفظت الجملة ولاّ لسه؟!"، فإيه يعني اللي هيحصل أو يتغير لو كان ما نراه في "يوم الفالنتين" من "احمرار" للعشاق هو أمر لا علاقة له بالحب!" برافو عليك كده قلتها أربع مرات!"
طب والله بجد؟ إيه المشكلة يعني لما "أحمد" اللي بيحب "سوسن" يجيب لها يوم الفالنتين كام وردة حمرا على كام دبدوب أحمر على كام قلب -وارد المدبح- أحمر على كام فيونكة حمرا على كام كوفيّة حمرا.. إن شاء لله يا أخي حتى يجيب لها بطيخة قرعة ويدهنها من جوه باللون الأحمر!
حضرتك وحضرتي وأنت وأنا حصل لنا ضرر و"احمرار" ليه؟ شايف إن الشباب الروش ده "مزودها" حبتين ومش حاسس بالمسئولية وبكرة إن شاء الله هيطلع البلا الأحمر على جتته لما تفرمه الحياة ويعرف -حبيب بابا- إن الحب مش كام كلمة "حمرا" يتقالوا بسهوكة في "يوم الفالنتين" عليهم شوية عصير برتقال وكوز درة مشوي من عند عم "توكل" اللي فارش ع الكورنيش؟ طب وإيه يعني برضه!
صحيح أن كلامك ممكن -مش ممكن هو أكيد- أن يكون وجيها جدا، وحقيقيا جدا، ومضبوطا جدا، بس برضه هو أنت يا أخي عملت فيها المفتش "سامي" بتاع المغامرين الخمسة ودخلت جوه نفوس المحبين "الحٌمر" وقلبت قلوبهم في إيدك، وشرّحتها زي ما بيعمل طلبة سنة أولى طب في الضفادع -ساعات كتير الضفدعة بتفٌط منهم!- وعرفت أن كل هؤلاء المحبين "الحٌمر" غير جادين فيما يفعلون، ولا يحبون بجد وعن جد وجد الجد؟
مش جايز فعلا، ووارد جدا أن يكون "أحمد" يحب "سوسن" بكل ما يملك من جوارحه -هو يعني إيه جوارح؟!- ومشاعره، ومش جايز فعلا يكون "أحمد" لا يملك لـ"سوسن" إلا شوية المشاعر والجوارح دول؟ يعني لا فلوس ولا شقة ولا وظيفة ولا حتى يا أخي "واسطة" ممكن تعيّنه "بواب" على مدخل عمارة في الزمالك.. فقط حب ثم لا شيء؟
هناك أصوات محتجة "طب ولو هو معهوش.. مايلزموش يا سيد"، لن نختلف في ذلك، ولن أقول لك "بس هما ممكن يعيشوا ويبنوا حياتهم ومستقبلهم بالحب.. ممكن يفطروا أحاسيس ويتغدوا جوارح ويتعشوا مشاعر عشان يناموا خفاف"، ده أمر فعلا ممكن يحصل لكن في أفلام الكارتون التي تتكلم عن الأميرة "سنوايت والأقزام السبعة"، لأن الحب "كائن حي" يلزمه أكل وشرب وسرير ينام عليه في المساء، ومش بعيد لو كان الحب بيعرف يتكلم كان اتخانق مع المحبين "الملزقين" دول الذين تخلو حياتهم من اللحمة والأرز وكوكاكولا ومرتبة "تاكي"، وعايشين كده في الهواء الطلق، ده كان الحب "خلع" منهم أصلا وسابهم يحلّوا بـ"الجوارح" لوحدهم!
لكن من قال إننا جميعا نملك حكمة "هيرودت" ونحن نحب؟ من قال إن المحبين الذين يشاركون في فيلم "يوم الفالنتين" يقومون بدور المخرج الذي يعرف كل "فتفوتة" في التفاصيل ويدرك تماما أن هذا الفيلم غير ناجح.. وإنه خلاص يا جماعة "CUT"؟ من قال حتى أنه لو أدرك المحبون أن الحدوتة مش هتكمل، فإنهم على الفور سيضغطون على زر "Delete" ليمسحوا كل الذكريات الحلوة في ثانية؟
القصد، بأنه ربما يكون "الشو الأحمر" الذي نشاهده في "يوم الفالنتين" فرصة أخيرة لاثنين من المحبين قبل أن يظهر "زينهم"- الذي آتي في زيارة من أجل الزواج- ليخطف "سوسن" ويطير بها عائدا إلى بلاد الخليج، وقبل أن يضطر "أحمد" أن يتزوج "ليلى" لأنها الوحيدة التي وافقت عليه بعد أن أصبح عمره 45 سنة "بس الحمد لله خلاص كوِّن نفسه"!
صحيح أن البعض في "يوم الفالنتين الأحمر" بيكون "أوفر" وبيحسسك إنه مولود وهو ماسك وردة حمرا، وأن البعض الآخر بيكون "مُدّعيا"، ولا بيحب "سوسن" ولا حاجة بس هو ماشي ع الموضة وخلاص، لكن بين هذا البعض وذاك البعض هناك بعض ثالث "حقيقي" غير مبالغ فيه وليس مدعيا للحب، وهؤلاء هم الذين يمكن للمرء أن يمر بجوارهم وهم يتبادلون "الاحمرار" في يوم "الفالنتين" دون أن يشعر تجاهم بمشاعر سلبية، فربما يكونا في الفالنتين القادم في عش الزوجية وربما يكون كل منهما في "عش" "هش" بعيدا عن الآخر.. يعني.. ماحدش عارف.. وبما أنه من الصعب أن نفصل أو نميز بين "الأوفر" و"المدعي"، و"الحقيقي".. فكل واحد حر ما لم يضر.. وعلى رأي المسئولين في القنوات الفضائية التي تعرض كليبات خليعة.. غيّر المحطة.. يعني ماتنزلش من بيتكم وخلاص يوم الفالنتين.. حبكت يعني؟!